عرض المقالة

فصول من حياة الشيخ محمود خليل الحصري

صفية الشقيفي
هيئة الإدارة

0
37545
0
0
0
3

غير مصنف

غير مراجَع


الشَّيْخُ مَحْمُود خَليل الحُصًرِي

وَهَلْ مِنْ مُسْلِمٍ عَلَى هَذِهِ الْأَرْضِ لَا يَعْرِفُ الْحُصَرِيْ ؟؟
اشْتُهِرَ بَيْنَ الْأَطْفَالِ وَالْكِبَارِ بِالْمًصْحَفِ الُمعَلِّم، يُرًتِّلُ الْقُرْآنَ فَيُبَيِّنَُهُ حَرْفًا حَرْفًا كَأنَّمَا يُفَسِّرُهُ لَكَ بِتِلَاوَتِهِ، ويُرَدِّدُ مِن خَلْفِهِ الصِّغَار.

الْحُصَرِيْ
مِنْ مَوَالِيدِ سَنَةَ ألفٍ وتِسْعِمِائةٍ وسبعةِ عشر ميلاديًا، بِمُحَافَظَةِ الْغَرْبِيَةِ بِمِصْر.
وَالْحَقِيقَةُ أَنَّ لَقَبَ " الْحُصَرِيِّ " لَيْسَ لَقَبَهُ هُوَ بِالْأَصْلِ، بَلْ لَقَبُ أَبِيهِ الّذِي اشْتُهِرَ بِصِنَاعَةِ الْحَصِير.
وَكَانَ لِأَبِيهِ عَمَلٌ صَالِحٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ، إِذَا وَجَدَ مَسْجِدًا يَحْتَاجُ إِلَى الْحَصِيرِ، سَارَعَ بِصُنْعِهِ مَجَانًا وَإِهْدَائِهِ لِأَهْلِ الْمَسْجِد.
وَبَشَّرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَنَّهً سَيُكَافِئُهُ فِي ابْنِهِ، بِالرُّؤيَا الصَّالِحَة، حَيْثُ رَأَى فِي مَنَامِهِ رُؤيَا عَجِيبَة
رَأَى كَأَنَّ عُنْقُودًا مِنَ الْعِنَبِ يَتَدَلَّى مِنْ عَمُودِهِ الْفِقَرِيِّ وَالْنَّاسُ يَأْتُونَ مِنْ كُلّ فَجٍ يَقْطِفُونَ مِنْهُ وَلَا يَنْتَهِي.
فَتَحَيَّرَ خَلِيلٌ الْحُصَرِيُّ فِي رُؤْيَاهُ وَقَصَّهَا عَلَى أَحَدِ الشِّيُوخِ لِيُفَسِّرُهَا لَهُ، فَسَأَلَهُ الشَّيْخُ: هَلْ عِنْدَكَ وَلَد؟
قَالَ خَلِيلٌ الْحُصَرِيُّ: نَعَمْ، عِنْدِي مَحْمودْ، قَالَ الشَّيْخُ: عَلِّمْهُ الْقُرْآنَ وَأَلْحِقْهُ بِالْأَزْهَرِ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لَهُ شَأْنٌ عَظِيم.
وَاسْتَمَعَ خَلِيلٌ الْحُصَرِيُّ لِلْقَوْلِ وَاتَّبَعَ أَحْسَنَه، وَأَوْصَى زَوْجَتَهُ بِه، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ وَلَمْ يُبْصِرْ بَعْدُ تَحَقُّقَ رُؤْيَاه.

وَهَكَذَا بَدَأَتْ رِحْلَةُ الشَّيْخِ مَحْمُود خَلِيلٍ الْحُصَرِيّ مَعَ الْقُرْآنِ مُنْذُ نُعُومَةِ أَظَافِرِه، فَحَفِظَ اْلقُرْآنَ عَلَى يَدِ شَيْخِ الْقَرْيَةَ، وَخَتمَهُ وَعُمُرُهُ ثَمَانُ سَنَوَاتْ، وَتَدَرَجَ فِي دِرَاسَةِ العُلُومِ الشَّرْعِيَةِ فِي الْأَزْهَر، وَتَخَصَّصَ فِي عِلْمِ التَّجْوِيدِ وَالْقِرَاءَات، ثُمَّ تَدَرَجَ فِي اْلمَنَاصِبِ الْعِلْمِيةِ فِي الْأَزْهَرِ حَتّى صَارَ شَيْخَ عُمُومِ الْمَقَارِئِ الْمِصْرِيه سَنَةَ ألفٍ وتِسْعِمِائةٍ وواحِدٍ وستينَ ميلاديًا.
وفي سَنَةِ ألفٍ وتِسْعِمِائةٍ وستين ميلاديًا، حَصَلَ أَنْ انْتَشَرَتْ مَصَاحِفٌ مُحَرَّفَةٌ بَيْنَ الْمُسْلِمينَ فِي بِلادِ أَفْريقيا، وَرَأَتْ الْحُكُومَةُ اْلمِصْرِيَةُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَنَّ أَفْضَلَ رَدٍ عَلَى هَذَا الاْعْتِدَاءِ هو إِنْشَاءُ إِذَاعةٍ لِلْقُرْآنِ الْكَريم، يُذَاعُ مِنْ خِلَالِهَا الْقُرْآنُ عَلَى مَدَارِ أربعٍ وعشرينَ ساعة ، فَيَصِلُ إِليْهِمُ الْقُرْآنُ صَحِيحًا كَمَا أُنزِلَ مِنْ رَبِّ العِزَّة.
وَوَقَعَ الاْخْتِيارُ على الشيخِ محمود خليل الحصري لِتَرْتِيلِ المُصحفِ المُرتل؛ وعَرَضُوا عَلَيهِ أجرًا فَأَبَى أن يَأخُذَ أًجْرًا على تَرْتِيلِهِ لِلْقُرْآن!
وكانَ أَولُ مَنْ سَجَّلَ المُصْحَفَ الْمُرَتَّلَ بِرِوَايةِ حَفْصٍ عَنْ عَاصِم، وَهِيَ الْرِوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ فِي كَثيرٍ مِنْ بِلادِ المُسْلمِين
ثُمَّ قَدَّمَتِ الْحُكُومَةُ الْمَغْرِبِيَةُ طَلبًا لِلحكومةِ المصريةِ بِتسجيلِ المُصحفِ المُرتّلِ بِروايةِ وَرشٍ عَنْ نافعْ، فَكَانَ الحصريُّ كَذَلكَ أَولَ مَنْ فَعَلَها.
ثُمَّ سَجَلَ المُصْحَفَ بِرِوَايةِ قَالونٍ عَن نافع، وهِيِ الرِوَايةُ المَشْهُورةُ فِي بَاقِي دُوَلِ الْمَغْرِبِ الْعَرَبِيّ،ثُمَّ بِرِوَايةِ الدُّورِيِّ عَنْ أَبِي عَمروٍ الْبَصْرِيِّ وَهِيَ الْرِوَايةً المشهورةُ في السّودَان.
ثُمَّ سَجَلَ الْمُصْحَفَ الُمعَلِّمَ لِلْأَطْفَال، وَلَا زَالَ الْأَطْفَالُ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا يَتَعَلمونَ القُرآنَ مِنَ الشَّيْخِ الحُصَرِيِّ بِالتّلْقينِ مِنْ خِلالِ هَذِهِ الّتسْجِيلاَت، خاصةً فِي رُبُوعِ أَفْريقيا.
وَذَاعَ صَوتُ الشّيْخِ وَسِيرَتُهُ العَالمَ أَجْمع، حَتّى كُلما سَافرَ إِلى بَلدٍ، وَجَدَ حَفَاوَةً فِي استقبَالِه، فَكَأنّمَا سَبَقَتهُ سِيرَتُه الطيبةُ إِليهم
وَتَحَقَقَتْ رُؤيا الأَبِ فِي ابْنِه وَبَارَكَ اللهُ لهُ فِي عَملِه، إِذْ صَدقَ اللهَ فَصدَقَه.
فَمِنْ صَانِعِ حصيرٍ يفرِشُ أرضَ المسجدِ دُون مُقابِلٍ مَاديّ ، إلى ابنٍ صَالِحٍ، يُرتِّلُ القُرْآنَ وَيَرْفُضُ أَن يَأْخُذَ أَجْرًا مَادِيًا عَلَى تَرْتِيلِِه، ويُخَلِّدُ ذِكْرَ أَبيهِ مِنْ بَعْدِه، فَإِذَا أَرَدْتَ سَمَاعَ الْقُرْآنَ بِأيِّ قِراءةٍ شِئتْ
لا شكَّ سَيَقَعُ اختيارُكَ عَلَى الشّيخِ محمود خليل الحصري
رحِمهُ اللهُ رحمةً واسعه.
___________________________________
المصدر: تسجيل مرئي للشيخ الحصري، وتسجيل آخر لابنته تحكي رؤياه، والسيرة التعريفية بالشيخ على موقعه الرسمي.

التعليقات ()

فصول من حياة الشيخ محمود خليل الحصري

صفية الشقيفي
هيئة الإدارة

0
37545
0
0
0
3

غير مصنف

غير مراجَع


الشَّيْخُ مَحْمُود خَليل الحُصًرِي

وَهَلْ مِنْ مُسْلِمٍ عَلَى هَذِهِ الْأَرْضِ لَا يَعْرِفُ الْحُصَرِيْ ؟؟
اشْتُهِرَ بَيْنَ الْأَطْفَالِ وَالْكِبَارِ بِالْمًصْحَفِ الُمعَلِّم، يُرًتِّلُ الْقُرْآنَ فَيُبَيِّنَُهُ حَرْفًا حَرْفًا كَأنَّمَا يُفَسِّرُهُ لَكَ بِتِلَاوَتِهِ، ويُرَدِّدُ مِن خَلْفِهِ الصِّغَار.

الْحُصَرِيْ
مِنْ مَوَالِيدِ سَنَةَ ألفٍ وتِسْعِمِائةٍ وسبعةِ عشر ميلاديًا، بِمُحَافَظَةِ الْغَرْبِيَةِ بِمِصْر.
وَالْحَقِيقَةُ أَنَّ لَقَبَ " الْحُصَرِيِّ " لَيْسَ لَقَبَهُ هُوَ بِالْأَصْلِ، بَلْ لَقَبُ أَبِيهِ الّذِي اشْتُهِرَ بِصِنَاعَةِ الْحَصِير.
وَكَانَ لِأَبِيهِ عَمَلٌ صَالِحٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ، إِذَا وَجَدَ مَسْجِدًا يَحْتَاجُ إِلَى الْحَصِيرِ، سَارَعَ بِصُنْعِهِ مَجَانًا وَإِهْدَائِهِ لِأَهْلِ الْمَسْجِد.
وَبَشَّرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَنَّهً سَيُكَافِئُهُ فِي ابْنِهِ، بِالرُّؤيَا الصَّالِحَة، حَيْثُ رَأَى فِي مَنَامِهِ رُؤيَا عَجِيبَة
رَأَى كَأَنَّ عُنْقُودًا مِنَ الْعِنَبِ يَتَدَلَّى مِنْ عَمُودِهِ الْفِقَرِيِّ وَالْنَّاسُ يَأْتُونَ مِنْ كُلّ فَجٍ يَقْطِفُونَ مِنْهُ وَلَا يَنْتَهِي.
فَتَحَيَّرَ خَلِيلٌ الْحُصَرِيُّ فِي رُؤْيَاهُ وَقَصَّهَا عَلَى أَحَدِ الشِّيُوخِ لِيُفَسِّرُهَا لَهُ، فَسَأَلَهُ الشَّيْخُ: هَلْ عِنْدَكَ وَلَد؟
قَالَ خَلِيلٌ الْحُصَرِيُّ: نَعَمْ، عِنْدِي مَحْمودْ، قَالَ الشَّيْخُ: عَلِّمْهُ الْقُرْآنَ وَأَلْحِقْهُ بِالْأَزْهَرِ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لَهُ شَأْنٌ عَظِيم.
وَاسْتَمَعَ خَلِيلٌ الْحُصَرِيُّ لِلْقَوْلِ وَاتَّبَعَ أَحْسَنَه، وَأَوْصَى زَوْجَتَهُ بِه، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ وَلَمْ يُبْصِرْ بَعْدُ تَحَقُّقَ رُؤْيَاه.

وَهَكَذَا بَدَأَتْ رِحْلَةُ الشَّيْخِ مَحْمُود خَلِيلٍ الْحُصَرِيّ مَعَ الْقُرْآنِ مُنْذُ نُعُومَةِ أَظَافِرِه، فَحَفِظَ اْلقُرْآنَ عَلَى يَدِ شَيْخِ الْقَرْيَةَ، وَخَتمَهُ وَعُمُرُهُ ثَمَانُ سَنَوَاتْ، وَتَدَرَجَ فِي دِرَاسَةِ العُلُومِ الشَّرْعِيَةِ فِي الْأَزْهَر، وَتَخَصَّصَ فِي عِلْمِ التَّجْوِيدِ وَالْقِرَاءَات، ثُمَّ تَدَرَجَ فِي اْلمَنَاصِبِ الْعِلْمِيةِ فِي الْأَزْهَرِ حَتّى صَارَ شَيْخَ عُمُومِ الْمَقَارِئِ الْمِصْرِيه سَنَةَ ألفٍ وتِسْعِمِائةٍ وواحِدٍ وستينَ ميلاديًا.
وفي سَنَةِ ألفٍ وتِسْعِمِائةٍ وستين ميلاديًا، حَصَلَ أَنْ انْتَشَرَتْ مَصَاحِفٌ مُحَرَّفَةٌ بَيْنَ الْمُسْلِمينَ فِي بِلادِ أَفْريقيا، وَرَأَتْ الْحُكُومَةُ اْلمِصْرِيَةُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَنَّ أَفْضَلَ رَدٍ عَلَى هَذَا الاْعْتِدَاءِ هو إِنْشَاءُ إِذَاعةٍ لِلْقُرْآنِ الْكَريم، يُذَاعُ مِنْ خِلَالِهَا الْقُرْآنُ عَلَى مَدَارِ أربعٍ وعشرينَ ساعة ، فَيَصِلُ إِليْهِمُ الْقُرْآنُ صَحِيحًا كَمَا أُنزِلَ مِنْ رَبِّ العِزَّة.
وَوَقَعَ الاْخْتِيارُ على الشيخِ محمود خليل الحصري لِتَرْتِيلِ المُصحفِ المُرتل؛ وعَرَضُوا عَلَيهِ أجرًا فَأَبَى أن يَأخُذَ أًجْرًا على تَرْتِيلِهِ لِلْقُرْآن!
وكانَ أَولُ مَنْ سَجَّلَ المُصْحَفَ الْمُرَتَّلَ بِرِوَايةِ حَفْصٍ عَنْ عَاصِم، وَهِيَ الْرِوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ فِي كَثيرٍ مِنْ بِلادِ المُسْلمِين
ثُمَّ قَدَّمَتِ الْحُكُومَةُ الْمَغْرِبِيَةُ طَلبًا لِلحكومةِ المصريةِ بِتسجيلِ المُصحفِ المُرتّلِ بِروايةِ وَرشٍ عَنْ نافعْ، فَكَانَ الحصريُّ كَذَلكَ أَولَ مَنْ فَعَلَها.
ثُمَّ سَجَلَ المُصْحَفَ بِرِوَايةِ قَالونٍ عَن نافع، وهِيِ الرِوَايةُ المَشْهُورةُ فِي بَاقِي دُوَلِ الْمَغْرِبِ الْعَرَبِيّ،ثُمَّ بِرِوَايةِ الدُّورِيِّ عَنْ أَبِي عَمروٍ الْبَصْرِيِّ وَهِيَ الْرِوَايةً المشهورةُ في السّودَان.
ثُمَّ سَجَلَ الْمُصْحَفَ الُمعَلِّمَ لِلْأَطْفَال، وَلَا زَالَ الْأَطْفَالُ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا يَتَعَلمونَ القُرآنَ مِنَ الشَّيْخِ الحُصَرِيِّ بِالتّلْقينِ مِنْ خِلالِ هَذِهِ الّتسْجِيلاَت، خاصةً فِي رُبُوعِ أَفْريقيا.
وَذَاعَ صَوتُ الشّيْخِ وَسِيرَتُهُ العَالمَ أَجْمع، حَتّى كُلما سَافرَ إِلى بَلدٍ، وَجَدَ حَفَاوَةً فِي استقبَالِه، فَكَأنّمَا سَبَقَتهُ سِيرَتُه الطيبةُ إِليهم
وَتَحَقَقَتْ رُؤيا الأَبِ فِي ابْنِه وَبَارَكَ اللهُ لهُ فِي عَملِه، إِذْ صَدقَ اللهَ فَصدَقَه.
فَمِنْ صَانِعِ حصيرٍ يفرِشُ أرضَ المسجدِ دُون مُقابِلٍ مَاديّ ، إلى ابنٍ صَالِحٍ، يُرتِّلُ القُرْآنَ وَيَرْفُضُ أَن يَأْخُذَ أَجْرًا مَادِيًا عَلَى تَرْتِيلِِه، ويُخَلِّدُ ذِكْرَ أَبيهِ مِنْ بَعْدِه، فَإِذَا أَرَدْتَ سَمَاعَ الْقُرْآنَ بِأيِّ قِراءةٍ شِئتْ
لا شكَّ سَيَقَعُ اختيارُكَ عَلَى الشّيخِ محمود خليل الحصري
رحِمهُ اللهُ رحمةً واسعه.
___________________________________
المصدر: تسجيل مرئي للشيخ الحصري، وتسجيل آخر لابنته تحكي رؤياه، والسيرة التعريفية بالشيخ على موقعه الرسمي.

التعليقات ()

فصول من حياة الشيخ محمود خليل الحصري

صفية الشقيفي
هيئة الإدارة

0
37545
0
0
0
3

غير مصنف

غير مراجَع


الشَّيْخُ مَحْمُود خَليل الحُصًرِي

وَهَلْ مِنْ مُسْلِمٍ عَلَى هَذِهِ الْأَرْضِ لَا يَعْرِفُ الْحُصَرِيْ ؟؟
اشْتُهِرَ بَيْنَ الْأَطْفَالِ وَالْكِبَارِ بِالْمًصْحَفِ الُمعَلِّم، يُرًتِّلُ الْقُرْآنَ فَيُبَيِّنَُهُ حَرْفًا حَرْفًا كَأنَّمَا يُفَسِّرُهُ لَكَ بِتِلَاوَتِهِ، ويُرَدِّدُ مِن خَلْفِهِ الصِّغَار.

الْحُصَرِيْ
مِنْ مَوَالِيدِ سَنَةَ ألفٍ وتِسْعِمِائةٍ وسبعةِ عشر ميلاديًا، بِمُحَافَظَةِ الْغَرْبِيَةِ بِمِصْر.
وَالْحَقِيقَةُ أَنَّ لَقَبَ " الْحُصَرِيِّ " لَيْسَ لَقَبَهُ هُوَ بِالْأَصْلِ، بَلْ لَقَبُ أَبِيهِ الّذِي اشْتُهِرَ بِصِنَاعَةِ الْحَصِير.
وَكَانَ لِأَبِيهِ عَمَلٌ صَالِحٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ، إِذَا وَجَدَ مَسْجِدًا يَحْتَاجُ إِلَى الْحَصِيرِ، سَارَعَ بِصُنْعِهِ مَجَانًا وَإِهْدَائِهِ لِأَهْلِ الْمَسْجِد.
وَبَشَّرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَنَّهً سَيُكَافِئُهُ فِي ابْنِهِ، بِالرُّؤيَا الصَّالِحَة، حَيْثُ رَأَى فِي مَنَامِهِ رُؤيَا عَجِيبَة
رَأَى كَأَنَّ عُنْقُودًا مِنَ الْعِنَبِ يَتَدَلَّى مِنْ عَمُودِهِ الْفِقَرِيِّ وَالْنَّاسُ يَأْتُونَ مِنْ كُلّ فَجٍ يَقْطِفُونَ مِنْهُ وَلَا يَنْتَهِي.
فَتَحَيَّرَ خَلِيلٌ الْحُصَرِيُّ فِي رُؤْيَاهُ وَقَصَّهَا عَلَى أَحَدِ الشِّيُوخِ لِيُفَسِّرُهَا لَهُ، فَسَأَلَهُ الشَّيْخُ: هَلْ عِنْدَكَ وَلَد؟
قَالَ خَلِيلٌ الْحُصَرِيُّ: نَعَمْ، عِنْدِي مَحْمودْ، قَالَ الشَّيْخُ: عَلِّمْهُ الْقُرْآنَ وَأَلْحِقْهُ بِالْأَزْهَرِ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لَهُ شَأْنٌ عَظِيم.
وَاسْتَمَعَ خَلِيلٌ الْحُصَرِيُّ لِلْقَوْلِ وَاتَّبَعَ أَحْسَنَه، وَأَوْصَى زَوْجَتَهُ بِه، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ وَلَمْ يُبْصِرْ بَعْدُ تَحَقُّقَ رُؤْيَاه.

وَهَكَذَا بَدَأَتْ رِحْلَةُ الشَّيْخِ مَحْمُود خَلِيلٍ الْحُصَرِيّ مَعَ الْقُرْآنِ مُنْذُ نُعُومَةِ أَظَافِرِه، فَحَفِظَ اْلقُرْآنَ عَلَى يَدِ شَيْخِ الْقَرْيَةَ، وَخَتمَهُ وَعُمُرُهُ ثَمَانُ سَنَوَاتْ، وَتَدَرَجَ فِي دِرَاسَةِ العُلُومِ الشَّرْعِيَةِ فِي الْأَزْهَر، وَتَخَصَّصَ فِي عِلْمِ التَّجْوِيدِ وَالْقِرَاءَات، ثُمَّ تَدَرَجَ فِي اْلمَنَاصِبِ الْعِلْمِيةِ فِي الْأَزْهَرِ حَتّى صَارَ شَيْخَ عُمُومِ الْمَقَارِئِ الْمِصْرِيه سَنَةَ ألفٍ وتِسْعِمِائةٍ وواحِدٍ وستينَ ميلاديًا.
وفي سَنَةِ ألفٍ وتِسْعِمِائةٍ وستين ميلاديًا، حَصَلَ أَنْ انْتَشَرَتْ مَصَاحِفٌ مُحَرَّفَةٌ بَيْنَ الْمُسْلِمينَ فِي بِلادِ أَفْريقيا، وَرَأَتْ الْحُكُومَةُ اْلمِصْرِيَةُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَنَّ أَفْضَلَ رَدٍ عَلَى هَذَا الاْعْتِدَاءِ هو إِنْشَاءُ إِذَاعةٍ لِلْقُرْآنِ الْكَريم، يُذَاعُ مِنْ خِلَالِهَا الْقُرْآنُ عَلَى مَدَارِ أربعٍ وعشرينَ ساعة ، فَيَصِلُ إِليْهِمُ الْقُرْآنُ صَحِيحًا كَمَا أُنزِلَ مِنْ رَبِّ العِزَّة.
وَوَقَعَ الاْخْتِيارُ على الشيخِ محمود خليل الحصري لِتَرْتِيلِ المُصحفِ المُرتل؛ وعَرَضُوا عَلَيهِ أجرًا فَأَبَى أن يَأخُذَ أًجْرًا على تَرْتِيلِهِ لِلْقُرْآن!
وكانَ أَولُ مَنْ سَجَّلَ المُصْحَفَ الْمُرَتَّلَ بِرِوَايةِ حَفْصٍ عَنْ عَاصِم، وَهِيَ الْرِوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ فِي كَثيرٍ مِنْ بِلادِ المُسْلمِين
ثُمَّ قَدَّمَتِ الْحُكُومَةُ الْمَغْرِبِيَةُ طَلبًا لِلحكومةِ المصريةِ بِتسجيلِ المُصحفِ المُرتّلِ بِروايةِ وَرشٍ عَنْ نافعْ، فَكَانَ الحصريُّ كَذَلكَ أَولَ مَنْ فَعَلَها.
ثُمَّ سَجَلَ المُصْحَفَ بِرِوَايةِ قَالونٍ عَن نافع، وهِيِ الرِوَايةُ المَشْهُورةُ فِي بَاقِي دُوَلِ الْمَغْرِبِ الْعَرَبِيّ،ثُمَّ بِرِوَايةِ الدُّورِيِّ عَنْ أَبِي عَمروٍ الْبَصْرِيِّ وَهِيَ الْرِوَايةً المشهورةُ في السّودَان.
ثُمَّ سَجَلَ الْمُصْحَفَ الُمعَلِّمَ لِلْأَطْفَال، وَلَا زَالَ الْأَطْفَالُ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا يَتَعَلمونَ القُرآنَ مِنَ الشَّيْخِ الحُصَرِيِّ بِالتّلْقينِ مِنْ خِلالِ هَذِهِ الّتسْجِيلاَت، خاصةً فِي رُبُوعِ أَفْريقيا.
وَذَاعَ صَوتُ الشّيْخِ وَسِيرَتُهُ العَالمَ أَجْمع، حَتّى كُلما سَافرَ إِلى بَلدٍ، وَجَدَ حَفَاوَةً فِي استقبَالِه، فَكَأنّمَا سَبَقَتهُ سِيرَتُه الطيبةُ إِليهم
وَتَحَقَقَتْ رُؤيا الأَبِ فِي ابْنِه وَبَارَكَ اللهُ لهُ فِي عَملِه، إِذْ صَدقَ اللهَ فَصدَقَه.
فَمِنْ صَانِعِ حصيرٍ يفرِشُ أرضَ المسجدِ دُون مُقابِلٍ مَاديّ ، إلى ابنٍ صَالِحٍ، يُرتِّلُ القُرْآنَ وَيَرْفُضُ أَن يَأْخُذَ أَجْرًا مَادِيًا عَلَى تَرْتِيلِِه، ويُخَلِّدُ ذِكْرَ أَبيهِ مِنْ بَعْدِه، فَإِذَا أَرَدْتَ سَمَاعَ الْقُرْآنَ بِأيِّ قِراءةٍ شِئتْ
لا شكَّ سَيَقَعُ اختيارُكَ عَلَى الشّيخِ محمود خليل الحصري
رحِمهُ اللهُ رحمةً واسعه.
___________________________________
المصدر: تسجيل مرئي للشيخ الحصري، وتسجيل آخر لابنته تحكي رؤياه، والسيرة التعريفية بالشيخ على موقعه الرسمي.

التعليقات ()

فصول من حياة الشيخ محمود خليل الحصري

صفية الشقيفي
هيئة الإدارة

0
37545
0
0
0
3

غير مصنف

غير مراجَع


الشَّيْخُ مَحْمُود خَليل الحُصًرِي

وَهَلْ مِنْ مُسْلِمٍ عَلَى هَذِهِ الْأَرْضِ لَا يَعْرِفُ الْحُصَرِيْ ؟؟
اشْتُهِرَ بَيْنَ الْأَطْفَالِ وَالْكِبَارِ بِالْمًصْحَفِ الُمعَلِّم، يُرًتِّلُ الْقُرْآنَ فَيُبَيِّنَُهُ حَرْفًا حَرْفًا كَأنَّمَا يُفَسِّرُهُ لَكَ بِتِلَاوَتِهِ، ويُرَدِّدُ مِن خَلْفِهِ الصِّغَار.

الْحُصَرِيْ
مِنْ مَوَالِيدِ سَنَةَ ألفٍ وتِسْعِمِائةٍ وسبعةِ عشر ميلاديًا، بِمُحَافَظَةِ الْغَرْبِيَةِ بِمِصْر.
وَالْحَقِيقَةُ أَنَّ لَقَبَ " الْحُصَرِيِّ " لَيْسَ لَقَبَهُ هُوَ بِالْأَصْلِ، بَلْ لَقَبُ أَبِيهِ الّذِي اشْتُهِرَ بِصِنَاعَةِ الْحَصِير.
وَكَانَ لِأَبِيهِ عَمَلٌ صَالِحٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ، إِذَا وَجَدَ مَسْجِدًا يَحْتَاجُ إِلَى الْحَصِيرِ، سَارَعَ بِصُنْعِهِ مَجَانًا وَإِهْدَائِهِ لِأَهْلِ الْمَسْجِد.
وَبَشَّرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَنَّهً سَيُكَافِئُهُ فِي ابْنِهِ، بِالرُّؤيَا الصَّالِحَة، حَيْثُ رَأَى فِي مَنَامِهِ رُؤيَا عَجِيبَة
رَأَى كَأَنَّ عُنْقُودًا مِنَ الْعِنَبِ يَتَدَلَّى مِنْ عَمُودِهِ الْفِقَرِيِّ وَالْنَّاسُ يَأْتُونَ مِنْ كُلّ فَجٍ يَقْطِفُونَ مِنْهُ وَلَا يَنْتَهِي.
فَتَحَيَّرَ خَلِيلٌ الْحُصَرِيُّ فِي رُؤْيَاهُ وَقَصَّهَا عَلَى أَحَدِ الشِّيُوخِ لِيُفَسِّرُهَا لَهُ، فَسَأَلَهُ الشَّيْخُ: هَلْ عِنْدَكَ وَلَد؟
قَالَ خَلِيلٌ الْحُصَرِيُّ: نَعَمْ، عِنْدِي مَحْمودْ، قَالَ الشَّيْخُ: عَلِّمْهُ الْقُرْآنَ وَأَلْحِقْهُ بِالْأَزْهَرِ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لَهُ شَأْنٌ عَظِيم.
وَاسْتَمَعَ خَلِيلٌ الْحُصَرِيُّ لِلْقَوْلِ وَاتَّبَعَ أَحْسَنَه، وَأَوْصَى زَوْجَتَهُ بِه، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ وَلَمْ يُبْصِرْ بَعْدُ تَحَقُّقَ رُؤْيَاه.

وَهَكَذَا بَدَأَتْ رِحْلَةُ الشَّيْخِ مَحْمُود خَلِيلٍ الْحُصَرِيّ مَعَ الْقُرْآنِ مُنْذُ نُعُومَةِ أَظَافِرِه، فَحَفِظَ اْلقُرْآنَ عَلَى يَدِ شَيْخِ الْقَرْيَةَ، وَخَتمَهُ وَعُمُرُهُ ثَمَانُ سَنَوَاتْ، وَتَدَرَجَ فِي دِرَاسَةِ العُلُومِ الشَّرْعِيَةِ فِي الْأَزْهَر، وَتَخَصَّصَ فِي عِلْمِ التَّجْوِيدِ وَالْقِرَاءَات، ثُمَّ تَدَرَجَ فِي اْلمَنَاصِبِ الْعِلْمِيةِ فِي الْأَزْهَرِ حَتّى صَارَ شَيْخَ عُمُومِ الْمَقَارِئِ الْمِصْرِيه سَنَةَ ألفٍ وتِسْعِمِائةٍ وواحِدٍ وستينَ ميلاديًا.
وفي سَنَةِ ألفٍ وتِسْعِمِائةٍ وستين ميلاديًا، حَصَلَ أَنْ انْتَشَرَتْ مَصَاحِفٌ مُحَرَّفَةٌ بَيْنَ الْمُسْلِمينَ فِي بِلادِ أَفْريقيا، وَرَأَتْ الْحُكُومَةُ اْلمِصْرِيَةُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَنَّ أَفْضَلَ رَدٍ عَلَى هَذَا الاْعْتِدَاءِ هو إِنْشَاءُ إِذَاعةٍ لِلْقُرْآنِ الْكَريم، يُذَاعُ مِنْ خِلَالِهَا الْقُرْآنُ عَلَى مَدَارِ أربعٍ وعشرينَ ساعة ، فَيَصِلُ إِليْهِمُ الْقُرْآنُ صَحِيحًا كَمَا أُنزِلَ مِنْ رَبِّ العِزَّة.
وَوَقَعَ الاْخْتِيارُ على الشيخِ محمود خليل الحصري لِتَرْتِيلِ المُصحفِ المُرتل؛ وعَرَضُوا عَلَيهِ أجرًا فَأَبَى أن يَأخُذَ أًجْرًا على تَرْتِيلِهِ لِلْقُرْآن!
وكانَ أَولُ مَنْ سَجَّلَ المُصْحَفَ الْمُرَتَّلَ بِرِوَايةِ حَفْصٍ عَنْ عَاصِم، وَهِيَ الْرِوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ فِي كَثيرٍ مِنْ بِلادِ المُسْلمِين
ثُمَّ قَدَّمَتِ الْحُكُومَةُ الْمَغْرِبِيَةُ طَلبًا لِلحكومةِ المصريةِ بِتسجيلِ المُصحفِ المُرتّلِ بِروايةِ وَرشٍ عَنْ نافعْ، فَكَانَ الحصريُّ كَذَلكَ أَولَ مَنْ فَعَلَها.
ثُمَّ سَجَلَ المُصْحَفَ بِرِوَايةِ قَالونٍ عَن نافع، وهِيِ الرِوَايةُ المَشْهُورةُ فِي بَاقِي دُوَلِ الْمَغْرِبِ الْعَرَبِيّ،ثُمَّ بِرِوَايةِ الدُّورِيِّ عَنْ أَبِي عَمروٍ الْبَصْرِيِّ وَهِيَ الْرِوَايةً المشهورةُ في السّودَان.
ثُمَّ سَجَلَ الْمُصْحَفَ الُمعَلِّمَ لِلْأَطْفَال، وَلَا زَالَ الْأَطْفَالُ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا يَتَعَلمونَ القُرآنَ مِنَ الشَّيْخِ الحُصَرِيِّ بِالتّلْقينِ مِنْ خِلالِ هَذِهِ الّتسْجِيلاَت، خاصةً فِي رُبُوعِ أَفْريقيا.
وَذَاعَ صَوتُ الشّيْخِ وَسِيرَتُهُ العَالمَ أَجْمع، حَتّى كُلما سَافرَ إِلى بَلدٍ، وَجَدَ حَفَاوَةً فِي استقبَالِه، فَكَأنّمَا سَبَقَتهُ سِيرَتُه الطيبةُ إِليهم
وَتَحَقَقَتْ رُؤيا الأَبِ فِي ابْنِه وَبَارَكَ اللهُ لهُ فِي عَملِه، إِذْ صَدقَ اللهَ فَصدَقَه.
فَمِنْ صَانِعِ حصيرٍ يفرِشُ أرضَ المسجدِ دُون مُقابِلٍ مَاديّ ، إلى ابنٍ صَالِحٍ، يُرتِّلُ القُرْآنَ وَيَرْفُضُ أَن يَأْخُذَ أَجْرًا مَادِيًا عَلَى تَرْتِيلِِه، ويُخَلِّدُ ذِكْرَ أَبيهِ مِنْ بَعْدِه، فَإِذَا أَرَدْتَ سَمَاعَ الْقُرْآنَ بِأيِّ قِراءةٍ شِئتْ
لا شكَّ سَيَقَعُ اختيارُكَ عَلَى الشّيخِ محمود خليل الحصري
رحِمهُ اللهُ رحمةً واسعه.
___________________________________
المصدر: تسجيل مرئي للشيخ الحصري، وتسجيل آخر لابنته تحكي رؤياه، والسيرة التعريفية بالشيخ على موقعه الرسمي.

التعليقات ()

أشهر المقالات
يبدو أن هذه المقالات ستعجبك

(( لعلّ خُفًا يقعُ...

(( لعلّ خُفًا يقعُ على خُف )) مقتطفات...

رسالة في تفسير قول...

رسالة في تفسير قوله تعالى :{ واصبر...

عبادُ الرحمن دليل ...

عبادُ الرحمن لمَّا أخبر الله -عز وجل-...

الاغتباط بالتخلص م...

الاغتباط بالتخلص من الإحباط الحمد...

أدب طالب العلم مع ...

بسم الله الرحمن الرحيم أدب طالب...

بصائر في الرقية وع...

بصائر في الرقية وعلاج السحر والعين ...